منصة "مدرسة" تعزز منظومة التعلُّم عن بعد في العالم العربي
تكنونيوز - دبي - عززت "مدرسة"، المنصة التعليمية الإلكترونية الرائدة من نوعها والمنضوية تحت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، محتواها التعليمي المتاح مجاناً لملايين للطلبة العرب في الوطن العربي والعالم، وذلك من خلال آلاف الدروس التعليمية بالفيديو التي تغطي مختلف مواد العلوم والرياضيات إلى جانب دروس اللغة العربية، من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، وذلك بالتزامن مع الاتجاه إلى اعتماد منظومة "التعليم عن بعد" في عدد من الدول العربية بما يتيح للطلبة متابعة دروسهم خارج الفصل المدرسي، وبما يضمن مواصلة العملية التعليمية في كافة الظروف.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المؤسسة الإقليمية الأكبر من نوعها المختصة بالعمل التنموي والإنساني والمعرفي والمجتمعي، ومقرها دبي، وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بهدف إثراء وتعزيز منظومة "التعلّم عن بعد" للطلبة عبر بوابة التعلّم الذكي، ضمن منظومة التعلم عن بعد التي أقرتها الوزارة في مدارس دولة الإمارات، بحيث تكون منصة "مدرسة" بما توفره من محتوى تعليمي إلكتروني متميز جزءاً رئيسياً ومعزّزاً في هذه المنظومة، على نحو يتيح لكافة الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة والمعلمين والأهالي الاستفادة منها كونها متوافقة مع منهاج وزارة التربية والتعليم ومكمِّلة له.
وكان عدد من الدول العربية قد اتخذت تدابير عاجلة لإغلاق المدراس، على خلفية تفشي فيروس كورونا في العالم، كما عمدت دول أخرى إلى إقرار آليات ومنظومات للتعلم عن بعد، وذلك لضمان مواصلة العملية التعليمية في كافة الظروف، كي لا يتأثر التحصيل العلمي للطلبة.
تكامل العملية التعليمية
في هذا الخصوص، قالت معالي جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام في دولة الإمارات: "منصة مدرسة للتعليم الإلكتروني تعدُّ رافداً لمنظومة التعليم الإماراتية والعربية عبر ما توفره من منهاج تعليمي نوعي تضعه في متناول الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور والمؤسسات التربوية، بحيث يواكب البرامج والمناهج التعليمية ذات المستوى العالمي والمعتمدة في الإمارات والوطن العربي، ويحقق تكاملاً في العملية التعليمية من خلاء مواءمتها مع المناهج الدراسية في دولة الإمارات خاصة في مواد العلوم والرياضيات واللغة العربية."
وأضافت المهيري: "تهدف منظومة التعلم عن بعد التي أثبتت فعاليتها ونجاحاً لافتاً عندما جرى تطبيقها بشكل تجريبي في مدارس دولة الإمارات إلى مواصلة العملية التعليمية في كافة الظروف، والتغلب على المعوقات الزمنية والجغرافية، وتعزيز خيارات التعلم المستمر والمفتوح، ومواصلة الارتقاء بالمستوى التعليمي للطلبة حتى في الحالات الاستثنائية والطارئة، وتعزيز مهارات التعلم الذاتي لدى الطلبة. وهذا ما نتطلع إلى تحقيقه بالتعاون مع منصات رائدة ذات محتوى موثوق مثل مدرسة."
دعم الحراك العلمي والمعرفي
من جانبه قال سعادة سعيد العطر الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: "الربط المعرفي بين منصة مدرسة بمحتواها المتميز علمياً مع منظومة التعلم عن بعد يشكل مقدمة لخطوات تكاملية إضافية ترسخ موقع منصة مدرسة كرافد وداعم للمنظومات التعليمية التي تواكب المستقبل في العالم العربي، وتواصل الابتكار والتطوير والتحسين في العملية التعليمية، وتساند جهود المعلمين والطلبة وأولياء الأمور لمواكبة كل جديد بما يتكامل مع المناهج الدراسية ويعزز قدرات الطلبة والمعلمين ويدعم المؤسسات التعليمية ويعزّز دورها."
وأكد العطر: "تشكل المشاريع والمبادرات العلمية والمعرفية والثقافية دعامة رئيسية ضمن نطاق عمل مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية الساعية إلى الارتقاء بواقع التعليم في الوطن العربي وتحسين البيئة التعليمية في العديد من المجتمعات الأقل حظاً في العالم والمساهمة في بناء اقتصادات معرفية، ودعم الحراك العلمي والثقافي إماراتياً وعربياً"، مشيراً إلى أن "رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تنطلق من أن تمكين الأجيال الشابة في أمتنا العربية وإعدادهم معرفياً أساس استقرار الأوطان وازدهار البشرية."
محتوى عربي بمواصفات عالمية
وتضم منصة "مدرسة" 5000 درس تعليمي بالفيديو في مواد الرياضيات والكيمياء والفيزياء والأحياء بالإضافة إلى العلوم العامة، بحيث تغطّي مختلف المناهج الدراسية، من رياض الأطفال وحتى الصفّ الثاني عشر، وذلك بما يتوافق مع المنظومات التعليمية المعتمدة في معظم الدو ل العربية، وبما يواكب أحدث المناهج العالمية المعتمدة في العديد من دول العالم. والمنصة متوفرة مجاناً لأكثر من خمسين مليون طالب عربي في مختلف أنحاء العالم، كما تشكل أداة تعليمية نوعية داعمة للمعلمين والمعلمات والأهالي بما يثري العملية التعليمية ككل في إطار تكاملي يتم فيه تفعيل دور المدرسة والأسرة معاً.
كما تضم "مدرسة" منهاجاً متكاملاً للغة العربية للطلبة العرب في مختلف المراحل، بالإضافة إلى قصص مصورة باللغة العربية، حيث تم تطوير الفيديوهات التعليمية بالكامل بالاعتماد على كفاءات إماراتية وعربية من معلمين لمختلف المراحل ومشرفين وموجهين ورسامين ومصممي غرافيك، من خلال ابتكار محتوى عربي تدريسي أصيل، تحت إشراف لجنة محتوى مختصة، تضم أكاديميين وخبراء لغويين وتربويين مختصين في طرق تدريس اللغة العربية في مختلف المراحل.
ومنذ تدشينها في أكتوبر 2018 وحتى اليوم، سجلت منصة "مدرسة" الإلكترونية أكثر من 65 مليون زيارة، وما يزيد عن 8 ملايين حصة تعليمية رقمية، وأكثر من 2.5 مليون مشترك. وبلغ معدل الفيديوهات التعليمية التي تتم مشاهدتها يومياً 13 ألفاً، وتجاوز معدل الاشتراك اليومي في المنصة 6 آلاف مشترك في اليوم، من مختلف أنحاء العالم.
محتوى تعليمي موثوق
وتساهم الوسائل التعليمية التفاعلية التي توفرها منصة "مدرسة" في تحفيز الطلبة في دولة الإمارات ومختلف أنحاء الوطن العربي والعالم على البحث عن الدروس التعليمية المفيدة والموثوقة علمياً والتي تتكامل مع المناهج الدراسية المعتمدة، كما تدعم منظومة التعلم عن بعد بالمحتوى العلمي الرصين، وتحفز الفضول العلمي والمعرفي لدى الطلبة، إلى جانب دعم المعلمين وأولياء الأمور.
إلى ذلك، توفر المنصة التعليمية الإلكترونية قوائم مشاهدة تجمع الفيديوهات التعليمية ضمن مجموعات مترابطة تحاكي الاهتمامات الشخصية وأنماط المشاهدة للمشترك، أو تعتمد وحدة الموضوع العلمي أو الفئة العمرية المناسبة لمستوى المواد التعليمية، الأمر الذي يسهِّل العملية التعليمية ويعزز الفائدة المرجوّة.
ولتحفيز الطلبة على البحث عن المعلومة والتنافس المعرفي، تتيح المنصة لمشتركيها فرصة خوض مسابقات علمية يومية أو المشاركة في مهمات علمية جماعية توظف محتوى المنصة في حل الألغاز والمسائل، وذلك عبر مفهوم "التلعيب في التعليم"، بما يشكل دعماً للتعلم الذاتي وبما يتوافق مع ممارسات "التعلّم عن بعد".
حول منصة مدرسة
وتشكل منصة "مدرسة" التعليمية الإلكترونية الرائدة نتاج تحدي الترجمة، مشروع الترجمة العلمي الأكبر من نوعه الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله في العام 2017 لتعريب 5000 درس تعليمي بالفيديو بواقع 11 مليون كلمة، في مواد العلوم والرياضيات لكافة المراحل الدراسية. وقد شارك في التحدي المئات من المتطوعين العرب من مترجمين، ومحرّرين علميين، ومعلّقين صوتيّين، ومصمّمي غرافيك ومنتجين فنيين، ومعلّمين، وذلك تحت إشراف لجان تربوية وفنية مختصة.
وتمّ تطوير هذه الدروس التعليمية بالفيديو بالاعتماد على مناهج التعليم الأحدث عالمياً، في إطار خطة تعريب روعي فيها احتياجات الطلبة العرب، وبما يتوافق مع المناهج المعتمدة في منظومات التعليم في الوطن العربي.
وتندرج منصة "مدرسة" تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المؤسسة الإقليمية الأكبر لصناعة الأمل في المنطقة وبناء مستقبل أفضل للبشرية، التي تضم أكثر من 30 مؤسسة ومبادرة، ضمن محاور وقطاعات عمل عدة. وتنضوي "مدرسة" تحت محور نشر التعليم والمعرفة، الذي يشكل إحدى الدعامات الأساسية ضمن قطاعات عمل مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، من خلال برامج ومشاريع ومبادرات مستدامة تعمل على تطوير المنظومة التعليمية والمعرفية والثقافية في المنطقة العربية، وتحسين جودة التعليم في المجتمعات الأقل حظاً في مختلف أنحاء العالم.
التاريخ : 2020/03/10 08:16:10